ابحيص: التصدي لعدوان الاحتلال وقوف في وجه وَهْم "سمو الاعتبار اليهودي" في الأقصى
القدس المحتلة - القسطل: قال الباحث المختص في دراسات القدس زياد ابحيص إن قطع أسلاك سماعات الأقصى في اليوم الأول من رمضان هو محطة في نهج عدوان آخذ بالتصاعد على مدى سنوات، وهو يجسد دافعين لدى الاحتلال.
وأوضح أن الدافع الأول يكمن في التعامل مع الأذان باعتباره رمزاً لحضور الهوية العربية الإسلامية في فضاء عام يرى المشروع الصهيوني أنه يجب أن يكون يهودياً خالصاً، وهو لا يتسامح بطبيعته الإحلالية مع حضور أي عنصر ديني أو ثقافي غير يهودي.
ولذلك طُرح مشروع حظر الأذان في عام 2015، وخرّب سماعات مئذنة المغاربة خلال زيارة ترامب لحائط البراق في الـ24 من شهر أيار عام 2017 كي لا يشعر الرئيس الأمريكي بأي حضور غير يهودي في المكان، وها هو يكرره بشكل أوسع بداية رمضان الحالي، بحسب أشار ابحيص عبر صفحته الشخصية على “فيسبوك”.
أما الدافع الثاني كما يوضح الباحث، هو فرض الأولوية اليهودية في الأقصى بشكل رمزي عند تقاطع مناسبات إسلامية ويهودية، وهذا ما أراد الاحتلال تكريسه من اقتحام الـ28 من رمضان واقتحام الأضحى عام 2019، وكاد أن يتكرر عام 2020، لولا إغلاقات كورونا. وها هو الأمر يتكرر بتزامن اليوم الأول من رمضان مع احتفالات "الاستقلال" الصهيوني في ذكرى النكبة بالتقويم العبري، وسيتكرر في الـ28 من رمضان الجاري حين يتقاطع "يوم القدس" العبري مع العشر الأواخر من رمضان.
وأكد ابحيص أن إن التصدي لهذا العدوان ولتلك الاقتحامات هو وقوف في وجه وهم "سمو الاعتبار اليهودي" في الأقصى، وتكريس لهوية عربية إسلامية في أقدس معاقلنا في وجه إحلال ديني يتطلع إلى محو الأقصى من الوجود ولا يعرف حلول الوسط.
يُشار إلى أن شرطة الاحتلال قطعت أسلاك الكهرباء في مئذنة باب الأسباط في المسجد الأقصى في اليوم الأول من شهر رمضان، تحت ذريعة تأثير أصوات الأذان على الاحتفالات التي يجريها الاحتلال في مدينة القدس بذكرى ما يسمى “قتلى إسرائيل”.